من منا يقرأ القرآن يوميا؟!
وجميع هذه الأنواع من هجر القرآن واقعة بيننا ومتفشية فينا الآن بدل من سماع القرآن ...
لقد
استبدلناه بسماع الأغاني ومشاهدة الأفلام والتمثيليات ومتابعة المباريات
وحتى أخلاقنا الآن في وادٍ وما ينادي به القرآن من التحلي بقويم الأخلاق
في وادٍ آخر نعم نعرف حلاله وحرامه ولا نقف عندهما، بل نتفاخر بالتملص منهما،
ونصم من يلتزم بهما بالسذاجة وقلة الخبرة تركنا فهم معانيه ومن ثم تدبر آياته،
وأصبح معظم ما نعرفه عنه عكس المراد به
القـرآن الكتـاب المبـارك
ومن المحرومين من حرم لذة قراءة القرآن، وتدبر آياته والبكاء من خشية الله.
عن عطاء قال: (دخلت أنا و عبيد بن عمير على عائشة رضي الله تعالى عنها
فقال عبيد بن عمير : حدثينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فبكت وقالت: قام ليلة من الليالي
فقال: يا عائشة! ذريني أتعبد لربي، قالت: قلت: والله إني لأحب قربك وأحب ما يسرك،
قالت: قام فتطهر ثم قام يصلي فلم يزل يبكي حتى بل حجره،
ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض، وجاء بلال يؤذن بالصلاة الفجر،
فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله! تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟
! قال صلى الله عليه وسلم:
أفلا أكون عبداً شكوراً، لقد نزلت عليّ الليلة آيات ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ...
[آل عمران:190].. آخر الآيات من سورة آل عمران) رواه أبو الشيخ في أخلاق
النبي صلى الله عليه وسلم وإسناده جيد، و ابن حبان في صحيحه وصححه الألبانيإ
ذاً فمن المحرومين من لم يقرأ القرآن، وربما قرأه في رمضان بدون تدبر ولا خشوع.
اسأل نفسك أيها المحب! كم آية تقرأ في اليوم؟
بل كم مرة تقرأ في الأسبوع؟
كم مرة دمعت عيناك وأنت تقرأ القرآن؟
فيا أيها الأخ الحبيب! ويا أيتها المسلمة!
إن هذا القرآن رحمة، وهو هدى ونور وشفاء لما في الصدور كما وصفه الله سبحانه وتعالى
، فاسمع أيها المحروم! من قراءة القرآن، إن قراءة القرآن بتدبر وتمعن من أعظم أسباب السعادة،
ومن أعظم أسباب انشراح الصدر في الدنيا والآخرة
وختاما فإن القرآن الكريم والسنة المطهرة فيهما العصمة من الضلال لمن تمسك بهما وتخلق
بأخلاقهما وهذا حقهما علينا فلنحرص على تفعيل القرآن في سلوكنا وسائر أفعالنا كما كان سلف
هذه الأمة حينما كانوا يبدأون بالعمل بالقرآن قبل حفظـه