المؤزنين
بلال بن رباح رضي الله عنه: هو بلال بن رباح القرشي التيمي مولاهم أبو عبد الله، ويقال: أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو عبد الكريم، ويقال: أبو عمرو المؤذن، مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، وأمه اسمها حمامة كانت مولاة لبعض بني جمح، من السابقين الأولين الذين أسلموا فعذب في سبيل الله، شهد بدراً وأحداً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد له النبي صلى الله عليه وسلم على التعيين بالجنة، وأخبر بأنه سمع صوت نعاله في الجنة، وهو أول مؤذن لنبي صلى الله عليه وسلم، مات بالشام زمن عمر.
ابن أم مكتوم رضي الله عنه: هو عمرو بن زائدة، وقيل: عمرو بن قيس بن زائدة، العامري المعروف بابن أم مكتوم الأعمى مؤذن النبي صلى الله عليه و سلم وهو الأعمى المذكور في القرآن في قوله تعالى: عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَاءهُ الْأَعْمَى، وقيل: اسمه عبد الله، والأول أكثر وأشهر، وهو ابن خال خديجة بنت خويلد أم المؤمنين رضي الله عنها، واسم أمه أم مكتوم عاتكة بنت عبد الله بن عنكثة بن عامر بن مخزوم، هاجر إلى المدينة قبل مقدم النبي صلى الله عليه و سلم وبعد مصعب بن عمير رضي الله عنه، واستخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة ثلاث عشرة مرة، لم يرخص له النبي صلى الله عليه وسلم في التخلف عن صلاة الجماعة، بل سأله: تسمع حي على الصلاة حي على الفلاح؟ قال: نعم، فقال له: فأجب، وشهد القادسية، وقتل بها شهيداً وكان معه اللواء يومئذ، وقيل: رجع من القادسية إلى المدينة فمات.
سعد القرظ رضي الله عنه: هو: سعد بن عائذ، ويقال: ابن عبد الرحمن المؤذن مولى الأنصار، وقيل: مولى عمار بن ياسر، له صحبة، وإنما قيل له: سعد القرظ؛ لأنه كان كلما تاجر في شيء خسر فيه، فتاجر في القرظ فربح فلزم التجارة فيه، جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذناً بقباء، فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك بلال الأذان، نقل أبو بكر رضي الله عنه سعد القرظ هذا إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يزل يؤذن فيه إلى أن مات، وتوارث عنه بنوه الأذان فيه إلى زمان مالك وبعده أيضاً، وقيل إن الذي نقله من قباء إلى المدينة للأذان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقيل إنه كان يؤذن للنبي صلى الله عليه وسلم واستخلفه بلال على الأذان في خلافة عمر رضي الله عنه حين خرج بلال إلى الشام.
أبو محذورة القرشي الجمحي رضي الله عنه: اسمه أوس بن معير بن لوذان ابن ربيعة بن سعد بن جمح، وقيل: اسمه سمير بن عمير بن لوذان بن وهب ابن سعد بن جمح، وأمه خزاعية.
مؤذن المسجد الحرام، وصاحب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، كان أحسن الناس أذانا وأنداهم صوتا، قال له عمر رضي الله عنه يوما وسمعه يؤذن: كدت أن تنشق مريطاؤك (والمريطاء: ما بين السرة إلى العانة)، توفي أبو محذورة بمكة سنة تسع وخمسين، وقيل: سنة تسع وسبعين ولم يهاجر منها، ولم يزل مقيما بها حتى مات رضي الله عنه.