اولاده(صلى الله عليه وسلم)
كان أول من ولد لرسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل النبوة القاسم، وبه كان يُكنى، ثم وُلدت له زينب، ثم رقية، ثم فاطمة، ثم أم كلثوم، ثم وُلد له في الإسلام عبد الله فسُمي الطيب والطاهر، وأمهم جميعاً خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العُزَّى بن قُصَيِّ وأمها فاطمة بنت زائدة بن الأصمّ، وكان أول من مات من ولده القاسم، ثم مات عبد الله بمكة، فقال العاص بن وائل السهمي: قد انقطع ولده فهو أبتر فأنزل الله، تبارك وتعالى: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (الكوثر: 3)، وهذه نبذة يسيرة عن أولاده صلى الله عليه وسلم:
1.القاسم: وُلد بمكة قبل النبوة، ومات بها وهو ابن سنتين وأشهر، وقيل: عمرهُ سبعة أيام، وقيل: سبعة أشهر، وقيل: عاش حتى مشى، وبه كان يُكنى، وأمه خديجة بنت خويلد.
2.زينب: هي أول من وُلد من البنات، تزوجها في حياة أمها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع، فولدت له أمامة التي تزوج بها علي بن أبي طالب بعد فاطمة، وولدت له علي بن أبي العاص، الذي يقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أردفه وراءه يوم الفتح، وهاجرت قبل إسلام زوجها بست سنين، ولما أسلم ردها النبي عليه الصلاة والسلام إليه بالنكاح الأول، وقيل: بل ردها إليه بنكاح جديد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها، ويثني عليها رضي الله عنها، عاشت نحو ثلاثين سنة، وتوفيت سنة ثمان من الهجرة، وغسلتها أم عطية.
3.رُقية: وهي البنت الثانية من بنات النبي صلى الله عليه وسلم، تزوجها عتبة بن أبي لهب قبل الهجرة فلما أنزلت: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (المسد:1)، قال أبوه: رأسي من رأسك حرام، إن لم تطلق بنته، ففارقها قبل الدخول، وأسلمت مع أمها، وأخواتها، ثم تزوجها عثمان، هاجرت معه إلى الحبشة الهجرتين جميعا، وولدت له ولداً اسمه عبد الله، وبه كان يكنى، وبلغ ست سنين، فنقره ديك في وجهه، فطَمِر (ورِمَ) وجهُهُ، فمات، ولم تلد له شيئاً بعد ذلك، ثم هاجرت إلى المدينة بعد عثمان، ومرضت قبيل بدر، فخلف النبي صلى الله عليه وسلم عليها عثمان؛ فتوفيت، والمسلمون ببدر.
4.فاطمة: سيدة نساء العالمين، وهي أحبُّ بناته إليه صلى الله عليه وسلم، وُلدت سنة إحدى وأربعين من مولده، وقيل: قبل النبوة بخمس سنين، وماتت بعده بستة أشهر، وتزوَّجها علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، فولدت له الحسن والحسين، وزينب ومحَسِّناً، وأم كلثوم التي تزوجها عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. وجهَّزها عليه الصلاة والسلام بجلد وجرَّةٍ ورحى.
5.أم كلثوم: وهي البنت الرابعة من بنات النبي صلى الله عليه وسلم، تزوجها عتيبة بن أبي لهب، ثم فارقها، وأسلمت، وهاجرت بعد النبي صلى الله عليه وسلم، فلما توفيت أختها رقية، تزوج بها عثمان وهي بكر في ربيع الأول، سنة ثلاث، فلم تلد له، وتوفيت في شعبان، سنة تسع.
6.عبد الله الطيب: وُلد بعد النبوة، وقيل قبلها، وكان يلقب بالطيب والطاهر، وقيل: هما اثنان، وتوفي صغيراً.
7.إبراهيم: أمه مارية القبطية، أهداها له المُقوقس، وُلد بالمدينة في ذي الحجة سنة ثمانٍ، ومات بها سنة عشرٍ وهو ابن سبعة عشر شهراً، أو ثمانية عشر شهراً، وكُسفت الشمسُ يومَ مات، فقال الناس: كُسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته)) البخاري: (1042) ومسلم: (914). وقال عليه الصلاة والسلام عند موته: ((تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون)) البخاري: (1303) ومسلم: (2315) واللفظ له، ولما مات قال عليه الصلاة والسلام: ((إن له مرضعاً في الجنة)) البخاري: (1382).