خلقته (صلى الله علبه وسلم)
طوله وعرضه:
كان رَسُولُ صلى الله عليه وسلم ربعة لا بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ وَلا بِالْقَصِيرِ، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ –أي: عريض أعلى الظهر-.
رأسه:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الرَّأْسِ –أي: عظيم الرأس-، وقد قيل أن هذا دليل على كمال القوى الدماغية، وهو آية النجابة.
وجهه:
سئل جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ رضي الله عنه: أكان وَجْهُُ رسول الله صلى الله عليه وسلم مِثْلُ السَّيْفِ؟ قَالَ: لا بَلْ كَانَ مِثْلَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ مُسْتَدِيرًا.
جبينه:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مفاض الجبين -أي: واسع الجبين-.
لحيته:
كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم لحية سوداء كثة، تَوَفَّاهُ اللَّهُ عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ سَنَةً وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاءَ.
عينه:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أَشْكَلُ الْعَيْنَيْنِ –طويل شق العين-، مُشرب العين بحمرة- هي عروق حمر رقاق، وهي من علاماته صلى الله عليه وسلم التي في الكتب السالفة-، أسود الحدقة، أهدب (الأهدب: الطويل) الأشفار (حروف العين التي ينبت عليها الشعر).
فمه:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضَلِيعُ الْفَمِ (واسع الفم)، حسن الثغر.
يداه ورجلاه:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ (أي: أنهما يميلان إلى الغلظ والقصر)، ويحمد ذلك في الرجال؛ لأنه أشد لقبضهم، ويذم في النساء، وكان صلى الله عليه وسلم مَنْهُوسَ الْعَقِبِ (معناه قَلِيلُ لَّحْمِ الْعَقِبِ).
شيبه:
كان شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو من عشرين شعرة بيضاء، وكان إذا ادهن واراهن الدهن.
لونه:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون ليس بالأبْيَضِ الأمْهَقِ (البياض الشديد كلون الجص)، وَلا بِالآدَم (الأسمر).
شعر رأسه:
كان شعره صلى الله عليه وسلم أسوداً رجُِلاً بكسر الجيم وضمها لم يكن بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ، (الجعد: الشعر فيه التواء وانقباض، والقطط: شعر الزنج)، وَلا بِالسَّبِطِ (السبط: الشعر المسترسل)، يَضْرِبُ إلى مَنْكِبَيْهِ.
كراديسه "عظامه":
كان صلى الله عليه وسلم عظيم الكراديس –وهي رءوس العظام، واحدها كردوس، وقيل: هي ملتقى كل عظمين ضخمين كالركبتين والمرفقين والمنكبين؛ أراد أنه ضخم الأعضاء.
مَسْرُبَته:
كان صلى الله عليه وسلم طَوِيلَ الْمَسْرُبَةِ (والمسربة: هي الشعر المستدق الذي يأخذ من الصدر إلى السرة).
مشيه:
كان صلى الله عليه وسلم إذا مشى يتكفأ (أي: يتمايل إلى قُدَّام كالسفينة في جريها)، كَأَنَّمَا انْحَطَّ مِنْ صَبَبٍ (والصبب المنحدر من الأرض).
صفة ظهره وخاتم نبوته:
كان ظهر النبي صلى الله عليه وسلم كأنه سبيكة فضة، وعليه خاتم مثل الغُدَّة (الغدة: قطعة من اللحم)، أحَمْر اللون إذا صغرت في وصفها فهي كبَيْضَةِ الْحَمَامَةِ -أي مدوراً-، وإذا كبرت في وصفها قيل: كقبضة اليد مجتمعة، حولها شامات سود، وشعرات مجتمعات، وأما مكانه فكان بين كتفيه عند ناغض (الناغض: أعلى الكتف. وقيل: هو العظم الرقيق الذي على طرفه) كتفه اليسرى (أي أقرب إلى الأيسر).
لين ملمسه:
يقول أنس بن مالك: ما مسست حريراً ولا ديباجاً ألين من كف النبي صلى الله عليه وسلم؟
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: أردفني النبي صلى الله عليه وسلم خلفه في سفر فما مسست شيئاً قط ألين من جلده صلى الله عليه وسلم.
ملاحته وحسنه:
عن جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قال: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةٍ إِضْحِيَانٍ (مضيئة مقمرة)، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِلَى الْقَمَرِ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ، فَإِذَا هُوَ عِنْدِي أَحْسَنُ مِنْ الْقَمَرِ.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيضَ كأنما صِيغَ من فضة، رَجِلَ الشعر (منظف الشعر ومسرحه ومحسنه).
وعَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ رضي الله عنه قَالَ: رَأَيْتُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا بقى عَلَى وَجْهِ الأرْضِ أحدٌ رَآهُ غَيْرِي.
قُلْتُ: صِفْهُ لي، قَالَ: كَانَ أَبْيَضَ مَلِيحًا مُقَصَّدًا (أي: ليس بجسيم ولا نحيف، ولا طويل ولا قصير).